تفريغ الدرس الثالث من شرح متن الشاطبية
شرح الابيات من ٢٠_٢٤
????
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الامين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد
نستانف ان شاء الله درسا جديدا من دروس الشاطبية
توقفنا في اللقاء السابق عند قول الناظم
جزى الله بالخيرات عنا ائمة لنا نقلوا القرءان عذبا وسلسلا
البيت رقم 20
ويبدا فيه بداية الحديث عن الائمة السبعه الذين خصهم الناظم في الشاطبية
بعد ان تفرغ الناظم من الحديث عن صاحب القرءان وفضل القرءان وعن صفات اهل القرءان بدا يتحدث الناظم عن الخاصة من اهل القرءان الصفوة منهم وهم ائمة القراء الموجودين معنا في الشاطبية يتحدث فيقول
جزى الله بالخيرات عنا ائمة لنا نقلوا القرءان عذبا وسلسلا
جزى الله بالخيرات اشار فيها الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم من اسدى لكم معروفا فكافؤوه ان لم تجدوا فقولو جزاك الله خيرا
وطبعا خير معروف اسدوه لنا هؤولاء القراء هو نقلهم القرءان غضا طريا كما انزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقراءنا السبعه المذكورون في الشاطبية هم
نافع المدني
ابن كثير المكي
ابو عمرو البصري
ابن عامر الشامي
عاصم الكوفي
حمزة الكوفي
الكسائي الكوفي
وهو سابع السبعه في الشاطبية
ومعنى العذب اي حلاوة الشيء
السلسل الذي يشربه الانسان بسهولة ويسر
وهو من باب التشبيه فقط فكلام الله لايشبهه شيء
فالمراد انهم نقلوا القرءان كما هو بدون تبديل او تحريف او زيادة او نقصان
وهذا اهم مايميز قرءان هذه الامة
فهذه القراءات المنقولة لنا تمتاز بانها صحيحة متواترة تلقوها عن مشايخهم حتى تصل سلسلة الاسناد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة
البيت الذي يليه
فمنهم بدور سبعة قد توسطت سماء العلى والعدل زهرا وكملا
يقصد بالبدور السبعه اي القراء السبعه السابق ذكرهم في الشاطبية فجعلهم كالبدور لشهرتهم يستنير الناس بهم
ومعلوم ان البدر يتوسط السماء فنسبة تشبيههم بالبدر نسبة للعلو والرفعة وانتشار علمهم
كملا اي الشيء التام
البيت التالي
لها شهب عنها استنارت فنورت سواد الدجى حتى تفرق وانجلى
لها الضمير يعود على القراء السبعه
سمى الامام القارئ بدرا وسمى الراوي شهاب
والشهاب هو النجم المضيء
اذا الان اصبح لدينا مصطلحين
القارئ الذي له مذهبا خاصا وله خلاف في الكلمات القرءانية
والمصطلح الثاني الراوي والراوي هو تلميذ القارئ وتنسب له رواية فالراوي هو كل من نقل او كل من اخذ من القارئ
شبههم بالشهب للنجوم المضيئة في علوهم وغزارة علمهم
اخذوا من القراء ونشروا علمهم بين الناس واماطوا ظلمة الجهل ونشروا انوار هذا العلم
علم القراءات كانت له مراحل اندثار فما كانت الناس تتخيل ان هناك شيء اسمه قراءات وكان هناك غربة بمصطلحات هذه القراءات على الاذان حتى من الله على الامة بائمة القراءات كالشاطبي وابي عمرو الداني وابن الجزري والف ابن الجزري كتابا وهو طيبة النشر
حتى انه قال في مقدمة هذا الكتاب كلمة مشهورة انه من قال ان القراءات قد اميتت قال احييناها بالنشر
البيت التالي وهو
23- وسوف تراهم واحدا بعد واحد مع اثنين من اصحابه متمثلا
يذكر بان هؤولاء القراء السبعة مع الرواة عنهم سياتي ذكرهم مع كل قارئ راويان وهما اشهر من روى عن القارئ
مثال نافع نقل عنه قالون وورش
عاصم روى عنه شعبة وحفص
فاكبر شيء هو القارئ ثم اخذ عنه الراوي فهؤولاء القراء السبعه ثم الرواة ال 14 ياتي ذكرهم ان شاء الله وهذا هو منهجنا في هلم القراءات
وهو ان ناخذ القارئ ومعه راويان
سؤال: ماالعلة ان يكونا راويان لما ليس راويا واحدا
لاستيعاب قراءة الشيخ اي كل الاوجه الخلافية في هذه القراءة لان معروف ان الاختلاف في القراءة الواحدة يأتي مصادرها من اشهر راويان نقلا عن هذا القارئ
فهؤولاء الرواة على اقسام منهم من نقل عن شيخه مباشرة مشافهة ومنهم من نقل وبينه وبين شيخه واسطة ومنهم من كان بينه وبين شيخه سلسلة من الرجال سند من الرجال اي ان الراوي لم يعاصر شيخه
البيت 24- ولعلك تسالي لما هؤولاء السبعه ولما هؤولاء الرواة ال 14
اجاب الناظم عن هذا التساؤل
تخيرهم نقادهم كل بارع وليس على قرءانه متاكلا
الضمير في تخيرهم عائد على القراء والنقاد هو الناقد الذي يميز الجيد من الرديء فمنهج العلماء في علم القراءات هو اختيار القراء السبعه والرواة ال 14
على غيرهم لفضلهم ولغزارة علمهم وزهدهم في الدنيا وذكر اهم سبب انهم لاياخذون القرءان سلعه يتاكلون منها انما كانوا يعلمونه ابتغاء واحتسابا لوجه الله عز وجل وهنا يلفت نظرك ويعلمك نية انك تجعلي قرءانك لله عز وجل خالصا له
فهؤولاء الرواة كتب الله لهم الشهرة في هذا العلم طبعا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء طبعا وهناك اسباب منها الزهد في الدنيا واخلاصهم وتفرغهم وتفانيهم لهذا العلم فببركة تفرغهم لهذا العلم كتب الله لهم الشهرة فيه
الى هنا ونكتفي بهذا البيت
جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته